top of page

هارونُ الواثقُ بالله

نسبه 
هارون الواثق بالله بن محمد المعتصم بالله بن هارون الرشيد، هو تاسع خلفاء العباسيين في العراق، ولد فـي بغـداد سنـة 200 هـ. أمـه أم ولـد رومـية اسمـها قراطيس.

خلافته
وُلِي الخلافة بعد وفاة أبيه المعتصم سنة 227 هـ، أحسن الواثق لأهل الحرمين حتى قيل إنه لم يوجد بالحرمين في أيامه سائل -أي فقير -، كان مشجعًا للعلماء. وكانت وفاته في سامراء بالحمى سنة232هـ - 847 م.

كانت خلافته خمس سنوات، قضى فيها على الثورات التي قامت في عهده، ولقَّن الخارجين على الدين والآداب العامة درسًا لا يُنسى، وعَزَل من انحرف من الوُلاة، وصادر أموالهم التي استولوا عليها ظلمًا وعدوانًا، وأغدق على الناس بمكة والمدينة حتى لم يبقَ سائل واحد فيهما، وفي عهده فُتِحت جزيرة (صقلية).
 
صفاته
كـان الـواثق أبيـض وتعـلوه صـفرة حسـن اللحـية فـي عينيـه نكـتة، وافـر الأدب مليـح الشعر ، وكانوا يسمُّونه المأمون الصغير؛ لأدبه وفضله، وكان المأمون يجلسه وأبوه المعتصم واقف، وكان يقول: يا أبا إسحاق لا تؤدب هارون، فإنى أرضي أدبه، ولا تعترض عليه في شيء يفعله. 

وكان من أهل الحديث قائماً بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكان شاعراً وكان أعلم الخلفاء بالغناء، وله أصوات وألحان عملها نحو مائة صوت وكان حاذِقاً بضرب العود راوية للأشعار والأخبار، وقال يزيد المهلبي كان الواثق كثير الأكل جداً، وقال حمدون بن إسماعيل: ما كان في الخلفاء أحد أحلم من الواثق ولا أصبر على أذى.

أعماله
في سنة 228هـ استخلف على السلطنة أشناس التركي وألبسه وشاحين مجوهرين وتاجاً مجوهراً، وأظن أنه أول خليفة استخلف سلطاناً، فإن الترك إنما كثروا في أيام أبيه.

في سنة 231هـ، ورد كتابه إلى أمير البصرة يأمره أن يمتحن الأئمة والمؤذنين بخَلق القرآن، وكان قد تبع أباه في ذلك ثم رجع في آخر أمره، وفي هذه السنة قتل أحمد بن نصر الخزاعي، واستفك من الروم ألفاً وستمائة أسير مسلم.

الثورات في عهده
قامت عدَّة ثورات في عهده في الشام وفلسطين بسبب الاحتكاكات بين السكان العرب والجيوش التركية التي شكلها والده المعتصم، تم إخماد هذه الثورات، إلا أن جذوة النقمة تضاعفت بين الأهالي. 

وفاته
وكـانـت وفـاتـه فـي سـامـراء بالحـمى سـنة (232هـ/847). 

bottom of page