top of page

نجم الدين أربكان

تعريف به 
نجم الدين أربكان، مهندس وسياسي تركي تولى رئاسة حزب الرفاه ورئاسة وزراء تركيا من الفترة بين 1996م و1997م، وكان أبرز زُعماء تيار الإسلام السياسي في تركيا وأخطر مَنْ تحدى قواعد العلمانية الكمالية المتشددة التي حكمـت بـلاده ومـا زالـت منذ أواسط عشرينيات القرن الماضي. 

حياته
نشأ أربكان في كنف الطريقة النقشبندية، برعاية شيخها محمد زاهد كوتكو، وأنشأ عام 1970م بدعم من تحالف مع الحركة النورسية حزب النظام الوطني الذي كان أول تنظيم سياسي ذا هوية إسلامية تَعرِفه الدولة التركية الحديثة منذ زوال الخلافة عام 1924م.

عمله
بدأ أربكان حياته السياسية بعد تخرُّجه من كلية الهندسة، وأصبح رئيسًا لاتحاد النقابات التجارية ثم انتُخب عضوًا في مجلس النوَّاب عن مدينة قوينة، لكنه مُنع من المشاركة في الحكومات المختلفة بسبب نشاطه المُعادي للعلمانية، وكان تأسيس حزبه أول اختراق جِدِّي لرفض القوى العلمانية المهيمنة له.

لم يصمد حزبُه (النظام الوطني) سوى تسعة أشهر، حتى تم حلُّه بقرارٍ قضائيٍّ من المحكمة الدستورية، بعد إنذار من قائد الجيش محسن باتور، فقام أربكان بدعم من التحالف ذاته بتأسيس حزب السلامة الوطني عام 1972م، وأَفْلَت هذه المرة من غضب الجيش ليشارك بالانتخابات العامة ويفوز بخمسين مقعد، مما أهَّلَه ليُشارك في مطلع عام 1974م في حكومة ائتلافية مع حزب الشعب الجمهوري الذي أسَّسـه أتاتورك ليرعى المبادئ العلمانية.

تولى أربكان منصب نائب رئيس الوزراء، وشارك رئيس الحكومة بولند أجاويد في اتخاذ قرار التدخل في قبرص في نفس العام، واعتُبر مَنْ دافع عن مشاركة أربكان في الائتلاف أنه حقَّق مكاسب كبيرة لتيار الإسلام السياسي من أهمها: الاعتراف بهذا التيار وأهميته في الساحة السياسية، إلى جانب مكاسب اعتُبِرت تنازلات مؤثرة من قبل حزب الشعب.

وخلال وجوده في حكومة أجاويد، حاول أربكان فرض بعض قناعاته على القرار السياسي التركي، وحاول ضرب بعضْ من أخطر مراكز النفوذ الداعمة للنهج العلماني، فقَدَّم بعد تشكيل الحكومة بقليل مشروع قرار للبرلمان بتحريم الماسونية في تركيا وإغلاق محافلها، وأسهم في تطوير العلاقات مع العالم العربي، وأَظهَر أكثر من موقف مُؤيدٍ للشعب الفلسطيني ومُعادٍ لإسرائيل، ونجح في حجب الثقة عن وزير الخارجية آنذاك، خير الدين أركمان لأنَّه اعتبر سياسته مُؤيدة لإسرائيل.

وحتى بعد خروجه من الحكومة، قدَّم حزب أربكان مشروع قانون إلى مجلس النواب في صيف عام 1980م، يدعو الحكومة التركية إلى قطع علاقاتها مع إسرائيل، وأُتْبِعَ ذلك مباشرة بتنظيم مظاهرة ضخمة ضد القرار الإسرائيلي بضم مدينة القدس، وكانت المظاهرة من أضخم ما شهدته تركيا في تاريخها المعاصر، الأمر الذي اعتُبِرَ استفتـاء علـى شعبية الإسلام السياسي بزعامة أربكان.

وبعد بضعة أيام تَزعَّم قائد الجيش كنعان إيفرين انقلابًا عسكريًا أطاح بالائتلاف الحاكم، وبدأ سلسلة إجراءات كان من بينها إعادة القوة للتيار العلماني، ومن ذلك تشكيل مجلس الأمن القومي وتعطيل الدستور وحل الأحزاب واعتقال الناشطين الإسلاميين إلى جانب اليساريين.

كان أربكان من بين من دخلوا السجن آنذاك، وبعد ثلاث سنوات خرج في إطار موجة انفتاح على الحريات في عهد حكومة أوزال، فأسَّس في عام 1983م حزب الرفاه الوطني، الذي شارك في انتخابات نفس العام، لكنَّه لم يحصل سوى على 1.5% من الأصوات، إلا أنه لم ييأس، إذ واصل جهودَه السياسية حتى أفلح في الفوز بالأغلبية في انتخابات عام 1996م، ليترأس أربكان حكومة ائتلافية مع حزب الطريق القويم برئاسة تانسو تشيللر.

وخلال أقل من عام قضاه رئيسًا للحكومة التركية، سعى أربكان إلى الإنفتاح بقوة على العالم الإسلامي، حتى بدا وكأنه يُريد استعادة دور تركيا الإسلامي القيادي، فبدأ ولايته بزيارة إلى كل من ليبيا وإيران، وأعلن عن تشكيل مجموعة الثماني الإسلامية التي تضم إلى جانب تركيا أكبر سبع دول إسلامية: إيران وباكستان وإندونيسيا ومصر ونيجيريا وبنغلاديش وماليزيا. 

وفي عام 1998م، تم حظر حزب الرفاه وأُحيل أربكان إلى القضاء بتُهَم مُختلفة منها: انتهاك مواثيق علمانية الدولة، ومُنِع من مزاولة النشاط السياسي لخمس سنوات، لكن أربكان لم يُغادر الساحة السياسية فلجأ إلى المخرج التركي التقليدي ليؤسس حزبًا جديدًا باسم الفضيلة بزعامة أحد معاونيه، وبدأ يُديره من خلف الكواليس، لكن هذا الحزب تعرض للحظر أيضا في عام 2000م.

وفاته
توفي في عام 1432 هـ - 2011م.

bottom of page