top of page

منصور المستنصر بالله

نسبه 
أبو جعفر (المستنصر بالله) المنصور بن محمد الظاهر، وُلِد المستنصر بالله في صفر سنة 588هـ من جارية تركية، وكان جدُّه الناصر يُسميه (القاضي) لوُفرة عقلِهِ. 

صفاته
كان يتميز بحُسنِ ديانته، فقد قال الشيخ قطب الدين: كان متديناً متمسكاً بالسُّنة كأبيه وجده، ولكنه لم يكن مثلهما في التيقظ والحزم وعلو الهمة. 

وكان للمُستنصر أخٌ يُعرف بالخفاجي، يزيد عليه في الشجاعة والشهامة، وكان يقول: إنْ ملَّكني الله الأمر لأعبُرنَّ بالجيوش نهر جيحون، وأنتزعُ البلاد من التتار واستأصَـلهم، فـلمَّا تـوفـي المستـنصر لم يـر الدويـدار والشـرابي والـكبـار تقليـد الخفـاجـي الأمـر وخـافوا منـه، وآثـروا المستعصم للِينه والقيادة ليكون لهم الأمر فأقاموه، ثم ركن المستعصم إلى وزيره مؤيد الدين العلقمي فأهلك الحرث والنسل، ولعب بالخليفة كيف أراد وباطن التتار وناصحهم وأطمَعهم في المجيء إلى العراق، وأخذْ بغداد وقطعِ الدولة العباسية ليقيم خليفة من آل علي، وصار إذا جاء خبر منهم كتمه عـن الخليـفة، ويـُطالـع بـأخبـار الخليـفة الـتتار إلـى أن حصـل ما حصل. 

خلافته
بُويع بالخلافة في بغداد بعد وفاة أبيه في رجب سنة 623هـ. 

نشـر الـعـدل بـيـن الرعـية، وبذل الإنصاف في القضايا، وقرّب أهل العلم والدين، وبنى المساجد والمدراس والمستشفيات، وجمع الجيوش لنصرة دين الله، كما بنى (المدرسة المستنصرية) في بغداد على شط دجلة من الجانب الشرقي، ورتب فيها الرواتب الحسنة لأهل العلم، وقام منار الدين وقمع المتمردة ونشر السنن وكفَّ الفتن وحمل الناس على أقوم سنن، وقام بأمر الجهاد أحسن قيام وجمع الجيوش لنصرة الإسلام وحفظ الثغور وافتتح الحُصون. 


وقال الموفق عبد اللطيف: بُويع أبو جعفر فسار السيرة الجميلة، وعمَّر طرق المعروف الدائرة وأقام شِعار الدين ومنار الإسلام واجتمعت القلوب على محبته والألسن على مدحه، ولم يَجد أحدٌ من المتعنتة فيه مَعاباً. 

وكان جدُّه الناصر يُقرِّبه ويسميه القاضي لهُداه وعقلِهِ، وإنكار ما يجدُهُ من المنكر. 

وقال الحـافظ زكي الدين عبد العظـيـم المنذري: كان المستنصر راغباً في فعل الخير مجتهداً في تكثير البرِّ وله في ذلك آثار جميلة. 

وفاته
توفي ببغداد في يوم الجمعة، العاشر من جمادى الآخرى سنة 640هـ.

bottom of page