top of page

عبدُ اللهِ بنُ مسعود

نسبه
عبد الله بن مسعود هو عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب، أبو عبد الرحمن الهذلي المكي المهاجري البدري، حليف بني زهرة، كان قصيرًا جدًّا، طوله نحو ذراع، خفيف اللحم، دقيق الرجلين، يقال: إن عبد الله بن مسعود سادس من أسلم، وقد هاجر الهجرتين، وشهد بدرًا وأُحدًا والخندق وبيعة الرضوان، وسائر المشاهد مع رسول الله ، وهو الذي أجهز على أبي جهل، وأمُّه هي أم عبد بنت عبد وُدّ بن سُوَيٍّ، من بني زهرة.

قصة إسلامِه
سببُ إسلامهِ أنه مرَّ عليه النبي  وهو يرعى غنمًا بمكة لعقبة بن أبي معيط، فأخذ النبي  منها شاة حائلاً وحلبها. فأسلم وحَسُنَ إسلامُه.

مكانته
وعن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُلَيْلٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ: (إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ قَبْلِي نَبِيٌّ إِلاَّ قدْ أُعْطِيَ سَبْعَةَ رُفَقَاءَ نُجَبَاءَ وُزَرَاءَ، وَإِنِّي أُعْطِيتُ أَرْبَعَةَ عَشَرَ: حَمْزَةُ، وَجَعْفَرٌ، وَعَلِيٌّ، وَحَسَنٌ، وَحُسَيْنٌ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَالْمِقْدَادُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ، وَأَبُو ذَرٍّ، وَحُذَيْفَةُ، وَسَلْمَانُ، وَعَمَّارٌ، وَبِلاَلٌ».

أَمَرَ النَّبِيُّ  ابْنَ مَسْعُودٍ، أن يصعد عَلَى شَجَرَةٍ و يَأْتِيَهُ مِنْهَا بِشَيْءٍ، فَنَظَرَ أَصْحَابُهُ إِلَى سَاقِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ حِينَ صَعِدَ الشَّجَرَةَ، فَضَحِكُوا مِنْ حُمُوشَةِ سَاقَيْهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «مَا تَضْحَكُونَ؟! لَرِجْلُ عَبْدِ اللَّهِ أَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ أُحُدٍ».

أثرُ الرسول  في تربيته
ذكر عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: أنه دَخل يزور رَسُولِ اللَّهِ  وَهُوَ مريض، فَمَسِسْه بِيَدِه، وقال يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ لَتُوعَكُ وَعْكًا شَدِيدًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ«أَجَلْ، إِنِّي أُوعَكُ كَمَا يُوعَكُ رَجُلاَنِ مِنْكُمْ»، فَقُلْتُ: ذَلِكَ أَنَّ لَكَ أَجْرَيْنِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: (أَجَلْ)، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: (مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أَذًى مَرَضٌ فَمَا سِوَاهُ إِلاَّ حَطَّ اللَّهُ لَهُ سَيِّئَاتِهِ، كَمَا تَحطُّ الشَّجَرَةُ وَرَقهَا).

من مواقفِه مع الرسول
طلب النَّبِيُ ّ من عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ أن يقرأ عليه القرآن الكريم، فقَالَ عبدالله: أَقْرَأُ عَلَيْكَ وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ! قَالَ: «إِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي»، قَالَ: فَقَرَأَ عَلَيْهِ مِنْ أَوَّلِ سُورَةِ النِّسَاءِ إِلَى قَوْلِهِ: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاَءِ شَهِيدًا} (سورة النساء، آية رقم 41)، فَبَكَى.

موقفه في غَزوة حُنين
من المواقف التي تذكر لعبد الله بن مسعود ثباته وبقائه مع الرسول  يوم حنين حيث فرَّ الكثير من المقاتلين، وَثَبَتَ مَعَهُ ثَمَانُونَ رَجُلاً مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ، فمشوا عَلَى أَقْدَامِهم نَحْوًا مِنْ ثَمَانِينَ قَدَمًا، فأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ السَّكِينَةَ، وكان َرَسُولُ اللَّهِ  عَلَى بَغْلَتِهِ يَمْضِي قدُمًا، فَحَادَتْ بِهِ بَغْلَتُهُ فَمَالَ عَنِ السَّرْجِ، فَقال عبدالله بن مسعود لَهُ: ارْتَفِعْ، رَفَعَكَ اللَّهُ، فَقَالَ: (نَاوِلْنِي كَفًّا مِنْ تُرَابٍ)، فَضَرَبَ بِهِ وُجُوهَهُمْ فَامْتَلأَتْ أَعْيُنُهُمْ تُرَابًا، ثُمَّ قَالَ: (أَيْنَ الْمُهَاجِرُونَ وَالأَنْصَارُ؟) قلْتُ: هُمْ أُولاَءِ، قَالَ: (اهْتِفْ بِهِمْ)، فَهَتَفْتُ بِهِمْ، فَجَاءُوا وَسُيُوفُهُمْ بِأَيْمَانِهِمْ كَأَنَّهَا الشُّهُبُ، 
وولَّى المشرِكون أدبارهم.


أثرُه في الآخرين
كان يعلم الصحابة مما تعلم من رسول الله  فعَنِ الأَسْوَدِ وَعَلْقَمَةَ قَالاَ: صَلَّيْنَا مَعَ عَبْد اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ فِي بَيْتِهِ، فَقَامَ بَيْنَنَا، فَوَضَعْنَا أَيْدِيَنَا عَلَى رُكَبِنَا، فَنَزَعَهَا فَخَالَفَ بَيْنَ أَصَابِعِنَا، وَقَالَ: (رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَفْعَلُهُ).

وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُود قالَ: (حَافِظُوا عَلَى هَؤُلاَءِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ حَيْثُ يُنَادَى بِهِنَّ؛ فَإِنَّهُنَّ مِنْ سُنَنِ الْهُدَى، وَإِنَّ اللَّهَ شَرَعَ لِنَبِيِّهِ سُنَنَ الْهُدَى، وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا وَمَا يَتَخَلَّفُ عَنْهَا إِلاَّ مُنَافِقٌ بَيِّنُ النِّفَاقِ، وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيُهَادَى بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ حَتَّى يُقَامَ فِي الصَّفِّ، وَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ وَلَهُ مَسْجِدٌ فِي بَيْتِهِ، وَلَوْ صَلَّيْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ وَتَرَكْتُمْ مَسَاجِدَكُمْ تَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ، وَلَوْ تَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ لَكَفَرْتُمْ).

وفاته
تُـوُفِّي عبـد الله بـن مسـعـود فـي عمـر بـضعًـا وستيـن سنـة، ودفـن بـالبقيـع سنـة 32هـ بالـمدينة، وصَلَّى عليه عثمانُ بن عفانُ. 

bottom of page