top of page

سليمان الكلاعي

تعريف به
سليمان بن موسى الكلاعي، أبو الرّبيع. 

حياته
ولـد الكـلاعي سـنة 565 هـ فـي ظـاهر مـرسية، ومـا لبـث أن انـتقل به أهـله وهـو ابـن عامـين إلى بلنـسية، فاستقـر فيـها، ونـشأ علـى حـُب العـلم وارتيـاد حلقـات العلـماء، ثم ارتحل سـنة 587هـ فـي طلب العـلم فـي بـلاده الأنـدلس، فـَزارَ إشبـيلية وغـرناطة وشاطبة ومالقة.

وحـصَّل فـي رحلـته هـذه مختـلف العلوم والفنون، ونال الإجازة من كثير من العلماء والشيوخ. 

ولمـّا رجَـعَ إلـى بلـده بلنسية، أخذ أهل العلم يتوافدون إليه من المشرق والمغرب للأخذ عنه والسماع منه؛ فكثرُ تلاميذه، وحَظِيَ معظمهم بالإجازة منه في شتى العلوم.

وقد نُدب للعمل في ديوان الإنشاء فاستعَفى، وولِيَ القضاء فعُرِفَ بالعدل والاستقامة، كما ولِيَ الخطـابة في جامع بلنسية، وكان إضافةً إلى علمه ذا جلالة ونبل ورياسة وفضل، حتى أصبح المتكلمَ عن الملوك في مجالسهم، والمنُبئ عنهم لما يرُيدونه على المِنبر في المحافل. 

مؤلفاته
خلَّـف ابن سالم الكلاعي ما يقارب خمسة وعشرين مؤلفاً في مختلف العلوم والفنون. 

وأوسع كتب الكلاعي وأشهرها كتابه (الإكتفاء في مغازي المصطفى والثلاثة الخلفاء)، وهو كتاب يقع في أربعة مجلدات، يستعرض فيه المؤلف تاريخ ابتداء الإسلام وأطرافاً من سيرة رسول الله ، والغزوات التي جَرَت في أيامه وأيام خلفائه الثلاثة الأول -رضي الله عنهم-، مُستعيناً في ذلك كله بمصنـفات مـن سَبَقه من أئمّة كُتَّاب السيرة النبوية، كابن إسحـاق والمـدائني وموسى بن عـقبة والواقدي وغيـرهم ممن لم تصـلنا كُتبـهم كاملـة، إلا أنه حـذف من تلـك المصـادر الأنسابَ المُطـوّلة والأخـبارَ المُـتعارضة والروايـات الـتي ليـس لها علاقة بالمغـازي، ولـم يُبـقِ إلا ما أيــدته الأحـاديث الصحيحـة المـروية عن فُحول الصحابة والتابعين حتى لا يبقى إلا الأخبار المجُردة، وخلاصة المغازي التي هي في هذا المجموع المقصودة المعتمدة. 

وفاته
كان سليمان الكـلاعي فـي السبعـين من عمره، خرج يقود الناس ويحرضهم على الجهاد حتى خرج معه أهل بلنسية، يواجهون بإمكاناتهم المحدودة جيش الإسبان الضخم، عند أنتيشة على بعد سبعة أميال من حاضرة بلنسية، وكانت موقعة كبيرة وكان يحمل فيها الراية حتى قتل، وذلك ضحى يوم الخميس الموفي عشرين لذي الحجة سنة أربع وثلاثين وستمائة.

bottom of page