top of page

رضوان بن محمد الساعاتي

تعريف به

رضـوان بـن محمد بـن علـي رسـتم المعـروف بابـن السـاعاتي، وُلـد ونشأ في دمشق في عهد الدولـة الأيوبية، تـربـَّى فـي بيـت علـم، وتـتلمذ عـلى أيـدي والـده المهنـدس المبـدع محمد السـاعاتي الذي صنع ساعة باب (جيرون)، وهو باب الساعات ويقع شرقي الجامع الأموي بدمشق، في أيام نور الدين محمود بن زنكي.

وكان رضوان فطناً ذكياً متفنناً، ولم يكتف بدراسة علم بعينه، وإنما درس العديد من العلوم الإنسانية والطبيعية، حيث تعلم من أبيه علم الفلك والميكانيكا وصناعة الساعات، وتلقَّى الطب عن المارديني، ودرس العلوم الأدبية على ابن الحسن الكندي، كما درس كتب ابن سينا في مجال الطب، وكان مُعجباً بها، ولكنَّه اختار تلك الكتب بعناية، ووجد منها ما يحتاج إلى إيضاح، فضلاً عن أنه كان له معرفةً تامة بالمنطق.

وكان لابن الساعاتي إنجازاتٌ عديدة في كل علم، الأمر الذي جعل الملك عيسى بن الملك العادل يعينه وزيراً، حيـث كـان يـرعى العـلـم والعلمـاء، والأدب والأدبـاء، ويُـولِّيهم الوزارة تكريمًا للعلم والأدب.

وبعد وفاة والده، آلت إدارة ساعات باب (جيرون) إلى عدد من المهندسين عجزوا عن إدارتها، وأفسدوا آلاتها، واستمر الحال كذلك حتى كلف الملك العادل رضوان بإدارتها، وألزمه بإعادة حركاتها، وتسلمها وليس فيها آلة واحدة كما يحب، فأصلح آلاتها وجددها، وعدَّل حركاتها وقوّمها، وأعادها إلى ما كانت عليه من حسن الترتيب، وأضاف عليها العديد من التحسينات المطلوبة، في هذه الفترة وضع رضوان كتاباً حمل عنوان (علم الساعات والعمل بها)، وقد ظهرت عبقريته في هذا الكتاب، حيث يعرف الآلة ويذكر كيف ترتبط بما قبلها وما بعدها، ويذكر مساحتها، وطولها، وعرضها، بحيث أصبح بالإمكان عمل ساعة مثل التي صنعها والده.

وضع رضوان هذا الكتاب في سنة 600 هجرية، واستعرض فيه أسماء آلات الساعات وعملها وأشكالها وصورها ومقاديرها، وذكر مقادير كل واحـدة منـها، وصـورة العمـل بـها، وكيـفية دورانها وما في ذلك من الشروط، وتدل معرفة رضوان بعلم الساعات على خبرته بعلم الفلك أيضاً، وذلك للعلاقة الوثيقة بين العلمين في ذلك العصر، ويـعـد المـستشرقون الكتاب مـن أهـم كتب الهندسة الميكانيكية.

وحـقَّق هـذا الـكتـاب محمد أحمد دهمان، ونشره بدمشق في سنة 1981م، وترجمه إلى اللغة الألمانية (فيدمان وهاوسر)، وكان بمثابة نقلة جديدة في منهج الكتب التعليمية.

وفي الطب، تُشير مصادر ومراجع إلى الكفاءة التي كان يتمتع بها رضوان الساعاتي، والتي جعلته طبيباً للملكين الأيوبيين الأخوين الفائز والمعـظم، ووضـع رضـوان مؤلـفين فـي الطـب وهـما (تكمـلة كتاب القَولنج) لابن سينا، والحواشي أو (حواش) على كتاب القانون لابن سينا.

وفاته
تـوفـي فـي دمـشــق    سـنة 618 هـ.

bottom of page