top of page

جعفر المقتدر بالله

نسبه 
أبو الفضل جعفر المقتدر بالله بن المعتضد، الخليفة العباسي الثامن عشر في بغداد، وأمه رومية وقيل: تركية اسمها شغب. 

خلافته
عهد إليه أخوه المكتفى بالخلافة، ووليها بعد وفاة المكتفى وعمره ثلاث عشرة سنة، ولم يَلِ الخلافة قبله أصغر منه. 

فاستصبـاه الوزيـر العبـاس بن الحسـن، فعمِـل على خلعـه ووافقـه جماعـة على أن يُولوا عبد الله بن المعتز، فأجـاب ابن المعتـز بشـرط أن لا يكـون فيـها دم، فبلـغ المقتـدر ذلك فأصـلـح حـال العـباس، ودفـع إليـه أمـوالًا أرضتـه فرجع عـن ذلك، وأمَّـا البـاقون فإنـهم ركبـوا عليـه في 20 ربيـع الأول سنة 296هـ، والمقتـدر يلعـب الأكــرَّة فهـرب ودخـل وأُغلقـت الأبواب وقتل الوزير وجمـاعـة، وأرسـل إلى ابن المعتـز فجـاء وحضـر القادة والقُضاة والأعيـان وبـايعوه بالخلافـة ولقَّبـوه الغالب بالله، فاستـوزر محمـد بن داود بن الجـراح، واستقـصى أبا المثنـى أحمد بن يعقـوب ونفذت الكتب بخلافة ابن المعتز، قال المعافى بن زكريا الجريري: لما خُلِع المقتدر وبويع ابن المعتز دخلوا على شيخنا محمد بن جرير الطبري فقال ما الخبر قيل بويع ابن المعتز قال: فمن رُشِّح للوزارة؟ قيل محمد بن داود قال: فمن ذُكِر للقضاء قيل أبو المثنى فأطرق ثم قال هذا الأمر لا يتم قيل له وكيف؟ قال كل واحد ممن سميتهم متقـدم في معناه عالي الرتبة والزمان مدبر والدنيـا مـولية وما أرى هذا إلا إلى اضمحلال وما أرى لمدته طولا.

وبعث ابن المعتز إلى المقتدر يأمره بالإنصراف إلى دار محمد بن طاهر لكي ينقل ابن المعتز إلى دار الخلافة، فأجاب ولم يكن بقي معه إلا طائفة يسيرة، فقالوا يا قوم نسَّلم هذا الأمر ولا نجرب نفوسنا في دفع ما نزل بنا، فلبسوا السلاح وقصدوا المخرم وبه ابن المعتز، فلما رآهم من حوله ألقى الله في قلوبهم الرُّعب فانصرفوا مُنهزمين بلا قتال، وهرب ابن المعتز ووزيره وقاضيه، ووقع النهب والقتل في بغداد وقبض المقتدر على الفقهاء والأمراء الذين خلعوه وسلموا إلى يونس الخازن، فقتلهم إلا أربعةً -منهم القاضي أبو عمر- سلموا من القتل وحُبِس إبن المعتز ثم أُخرج فيما بعد ميتاً، واستقام الأمر للمقتدر فاستوزر أبا الحسن علي بن محمد بن الفرات، فسار أحسن سير وكشف المظالم وحض المقتدر على العدل ففوض إليه الأمور لصِغره، واشتغل باللعب واللهو وأتلف الخزائن.

أن وزيـره على بـن عيـسى أراد أن يصـلح بين ابن صاعد وبين أبي بكر ابن أبي داود السجستاني، فقال الوزير: يا أبا بكر أبو محمد أكبر منك، فلو قمت إليه، قال لا أفعل، فقال الوزير: أنت شيخ زيف، فقال ابن أبي داود: الشيخ الزيف الكذاب على رسول الله. فقال: من ؟، فقال: هذا، ثم قام ابن أبي داود وقال: تتوهم أني أذل لك لأجل أن رزقي يصل إليَّ على يدك، والله لا أخذت من يدك شيئا أبدا، فبلغ المقتدر ذلك، فصار يزن رزقه بيده، ويبعث به في طبق على يد الخادم.

وفاته
في سنة 320هـ، ركب مؤنـس على المقتـدر فكـان معظـم جند مـؤنـس من البربر، فلمـا التقـى الجـمـعـان رمى بربري المقتدر بحربة سقط منها على الأرض، ثم ذبحـه بالسيـف وشيـل رأسه على رمـح الأربعاء لثلاث بقين من شوال.

bottom of page