top of page

برهان الدين الزرعي الحنبلي

تعريف به

برهان الدين إبراهيم بن أحمد بن هلال الزرعي الحنبلي، المولود سنة 688 هـ، جمع بين العديد من العلوم والفنون الدينية والحياتية، وكانت له هيبة ومنزلة رفيعة بين الناس.

حياته
تعلّم الزرعي الأصول على أيدي العلامة كمال الدين بن الزملكاني، قاضي القضاة، وجـلال الـديـن القـزويني، وكان يحضر دروس ابن تيمية كثيراً، كما درس في الوقف الجديد الذي أوقفه الأمير سيف الدين بكتمر والي الولاة بمدرسة الشيخ أبي عمر بالصالحية، وكان درساً حافلاً يحضره الأعيان، ودرس بالحنبلية داخل باب الفراديس، والذي كان يحضره القضاة والفضلاء.


عمله
تـولى القـضاء فـي دمـشق، فـي مسـتهل شـهر جمـادى الأولـى سـنة 727 هــ، وطـوال فـترة عـمله بالقـضاء ظـل ملـتزماً بالعـدل، ومتـبعاً لسـنة وسيـرة النبي ، لا يفـرق بيـن الـناس عـلى أساس الوظيـفة أو الجنـس أو الديـن، وكـانت أحـكامه تـخرج متـوافقـة مـع أحكـام الشريعة الإسلامية، ولم تنحرف عنها يوماً.

أثنى العديد من العلماء والمؤرخين على ما كان يتمتع به القاضي الزرعي من العدل والزهد، فضلاً عن سعة علمه بالفقه الإسلامي وغيره من العلوم، فقال عنه صلاح الدين الصفدي في كتاب (أعيان العصر)، أتقن الفروع، وبهر فيها من الشروع، وجود أصول الفقه وشغل فيها الناس، وبرع في النحو وظهر، ومارس غوامضه، اشتغل في الحساب، وغني بذهنه الوقاد عن الاكتساب، وكتب المنسوب الفائق، وسلك فيه أحسن الطرائق، وكان الناس يأتون إليه بالمجلدات ليكتب عليها أسماءها، ويزينَ بكواكب حروفه سماءها، رغبة في حسنِ خطه ليقوم مقام الفواتح المذهبة.

ولقد كان قادراً على حكاية الخطوط المنسوبة، فإذا رآه العارف لم ينكر شيئاً من أمره، والمكاتيب الشرعية إلى الآن تشهد له بحسن العلائم، وتمد لعيونِ الكتاب منها موائد وتعمل لهم فيها ولائم.

وكان القاضي الزرعي كما يقول صلاح الدين الصفدي حسن الشكل، وافر العقل عالي الهمة، يتوقد ذهنه من الذكاء والفطنة، وكان يميل إلى التسري بالأتراك، فتعلم اللغة التركية من جواريه، وتكلم بها فقل من يؤاخذه فيها لما يجاريه، هذا مع براعة في عبارته، وفصاحة في كلامه، وبلاغة في إشارته. كما قال عنه ابن تغري بردي في المنهل الصافي: كان إماماً فقيهاً، بصيراً بالفتوى، جيد الإمكان، أتقن فروع مذهبه وأصول الفقه والنحو والفرائض والحسـاب، ونـاب في الحكم عن القاضي علاء الدين بن المنجا الحنبلي، وولي عدة تداريس ووظائف. 

وفاته
تـوفي القـاضـي الـزرعـي فـي شهـر رجـب مـن   سنـة 741 هـ.

bottom of page