top of page

الرياش بن غانم الأندلسي

تعريف به

إبراهيم بن أحمد بن غانم بن محمد بن زكريا الأندلسي المعروف بـ(ابن غانم الأندلسي)، والملقب بـ(الرياش)، الرياش تعني (ريس البحر)، المولود في قرية نولش بإقليم غرناطة، خلال الربع الأول من القرن الحادي عشر الهجري الموافق للربع الأخير من القرن السادس عشر الميلادي.

حياته
بعد مولد الرياش بفترة قليلة، رحلت عائلته إلى مدينة إشبيلية، وأحب البحر والأسفار البحرية منذ نعومة أظفاره، وكان حبه يرجع إلى رغبته بالهجرة من الأندلس، والقيام بالجهاد البحري ضد الأسبان الذين اضطهدوا وعذبوا مسلمي الأندلس في تلك الفترة، وخلال رحلاته تعلَّم ابن غانم علوم البحر والعلوم المدفعية عن طريق استماعه إلى الربابنة الإسبان، وملاحظته لطرق التدريب على المدافع.

في سنة 1017هـ - 1608 م، هاجر ابن غانم الرياش مع مجموعة من بني قومه إلى تونس، واستقر في مرفأ (حلق الوادي) - حصن من جهة البحر - وعينّه أمير المدينة الداي يوسف رئيسا لمفرزة المدافع الرابضة هناك. 

وفي (حلق الوادي)، قام الرياش بتأليف كتابه عن المدافع بعد أن رأى جهل رجال المدفعية التونسيين المستقرين هناك، وعدم معرفتهم لأصول المهنة، وسماه (العز والرفعة والمنافع للمجاهدين في سبيل الله بآلات الحرب والمدافع)، وقد كتبه باللغة الإسبانية في العام 1042هـ - 1632م، وفي سنة 1044هـ - 1634م ترجمه إلى العربية أحمد الشهاب الحجري الأندلسي، وبذلك يكون أول كتاب باللغة العربية  في علوم المدفعية.
 
يضم الكتاب 50 باباً في وصف البارود، والآلات الحربية القاذفة، وتركيب المدافع واختلافها، ووصف أدواتها، وطرق تعميرها، والرمي بها إلى غير ذلك، ويتخلل ذلك 51 رسماً توضيحياً لمختلف أجزاء المدفع، ووصل عدد أسماء وأنواع المدافع المختلفة التي تحدث عنها الكتاب إلى 32 نوعاً. 

يتضمن الكتاب توصيات وتذكيرات للمجاهدين بآلات الحـرب البـارودية، ومـا يحـتاجه الإنسان ليتقن صنعه وعمله، ويتحدث عن آلات الحرب ونتيجتها والمقصود بها، وذكر اختلافها بعضها عن بعض، وطرق تعمير المدافع، وكيفية تبريد المدافع من كثرة الرمي بها من غير توقف، وكيفية حمل المدافع في البر، وعمل القناطر على الوديان.

وجمع الكتاب الكثير من التجارب الحربية التي سبقته والتي أجراها ابن غانم الأندلسي بنفسه وتأكد من نجاحها، وحوى كثيرا من المصطلحات العلمية والتعابير الفنية في مجال العلوم المدفعية. 


وذكـر ابـن غـانم الأنـدلسـي فـي كـتـابـه أنـواعًـا عـديـدة للمـدافـع خـلال تـصنيـفـها، انطـلاقـا من وزن عـمارة البـارود (الحشوة) التـي تتـطلبها بحـسب حـجم القذائف. و(القنيونات)، ويسميها ابن غانم (مدافع التهديم)؛ لأنها تستخدم لرميات التدمير بشكل خاص، و(الحجاريات)، وهي مدافع قصيرة، فمها واسع، معدة لرمي الحجارة أو قذائف أخرى. 

وفاته
توفي ابن غانم الرياش الأندلسي في تونس سنة 1048 هـ.

bottom of page