top of page

معاذُ بن عفراء

معاذ بن عفراء هو ابن الحارث بن رفاعة بن الحارث بن سواد الأنصاري المعروف بابن عفراء وهي أمُّه، شهد غزوتي بدر، وأحد والمشاهد كلها مع رسول الله .

إسلامه
لمـَّا جاء موسم الحج؛ حج نفرٌ من الأنصار، وكان معهم معاذ بن عفراء وأسعد بن زرارة، فجائهم رسول الله  وأخبرهم بخبر اصطفائه من  الله، ونبوَّته وكرامته وقرأ عليهم بعض آيات القرآن فلما سمعوا قوله اطمأنّت أنفسهم، وعرفوا أنَّه النبي الذي يتحدث عنه أهل الكتاب من ذكرهم إياه بصفته، فصدّقوه وآمنوا به وكانوا من أسباب الخير ودخل نور الإيمان إلي قلب معاذ، وبدأ يُقدّم روحه وكل ما يملك في سبيل الله.

وقـد آخـى رسـول الله بـين معمـر بـن الحـارث ومعـاذ بـن عفراء.

صفاته
تميز معاذ بن عفراء بالشجاعة وحب التضحية فى سبيل الله.


وهنالك مـوقفٌ يـُسجلـه التاريخ للصحابي الجليل، موقف يظهر فيه شجاعة معاذ بن عفراء.

فيحكي معاذ بن عفراء عن غزوة بدر الكبرى ويقول: سمعت القوم وهم في مثل الحرجة وأبو جهل فيهم وهم يقولون: أبو الحكم -يعني أبا جهل- لا يخلص إليه، فلما سمعتها جعلته من شأني فقصدت نحوه، فلما أمكنني حملت عليه فضربته ضربة عظيمة فطنت قدمه بنصف ساقه، وضربني ابنه عكرمة على عاتقي فطرح يدي فتعلقت بجلدة من جنبي، وأجهضني القتال عنه، ثم أردف قائلا: ولقـد قـاتـلت عـامة يومـي وإنـي لأسحبـها خلفي فلما آذتني وضعت قدمي عليها وتمطيت حتى طرحتها.

و تميز معاذ بن عفراء بِحُبِّه الشديد للنبي  شأنُه شأنُ صحابة النبي، والدليل على ذلك ما رواه عبد الرحمن بن عوف يوم غزوة بدر.

فعن عبد الرحمن بن عوف قال: إني لواقف في الصف يوم بدر؛ فنظرت عن يميني وعن شمالي فإذا أنا بين غلامين من الأنصار حديثة أسنانهما فتمنيت لو كنت بين أضلع منهما، ثم يقول: فغمزني أحدهما فقال يا عمِّ هل تعرف أبا جهل؟ قلت: نعم، فما حاجتك إليه؟ قال: أُنبئت أنه يسب رسول الله  والذي نفسي بيده لئن رأيته لا يفارق سواده سوادي حتى يموت الأعجل منا، ثم يقول: فغمزني الآخر، فقال لي كما قال الأول، قال: فعجبت لذاك، قال: فلم ألبث أن رأيت أبا جهل في الناس، قال: فقلت لهما: ألا تريان ها ذاك صاحبكما الذي تسألان عنه.

قال: فابتدراه بسيفيهما يغربانه حتى قتلاه؛ ثم انصرفا إلى رسول الله  فأخبراه، فقال: أيكما قتله؟ فقال كل واحد منهما: أنا قتلته، فقال: هل مسحتما بسيفيكما؟ قالا: لا، قال: فنظر رسول الله السيفين؛ فقال: كلاكما قتله. 

وقضى بسلبه لمعاذ بن عمرو بن الجموح، قال: والرجلان معاذ بن الجموح ومعاذ بن عفراء.

وفاته
عاش معاذ بن عفراء إلى زمن عثمان بن عفان، وقال خليفة بن خياط في موضع آخر وقد مات معاذ بن عفراء في خلافة علي بن أبي طالب.

bottom of page