top of page

عبدُ الملكِ بنُ مروان

نسبه 
عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية الأمويّ القرشيّ، الذي يُلقب بأبي الوليد، وهو خامس الخلفاء الذين شهدتهم الدولة الأمويّة، ولد سنة 26 هـ، وتوفّي سنة 86 هـ، نشأ في المدينة المنورة مع عائلته حيث كان والده والياً في عهد معاوية بن أبي سفيان، ودرس العلوم الإسلاميّة، وأخذ الفقه والعلم عن فُقهاء وعلماء دمشق. 

فترة الخلافة 
تقلّد عبد الملك بن مروان الحُكم بعد وفاة والده عام 65 هـ، وذلك بعد أن شهدت البلاد فترةً صعبةً جداً من عدم الاستقرار السياسيّ، حيث كانت الدولة مقسومة آنذاك إلى خلافتين، إلى أن وَضَع الخليفة أسساً متينةً لدولته، حيث تمكّن من حماية حدودها وزيادة قوتها، ونشر رسالة الإسلام إلى أبعد من حدود هذه الدولة، وساعده في ذلك فتح بلاد المغرب بشكلٍ مطلق، وقد أوصى قبل وفاته بانتقال الحُكم إلى ابنه وليد، وولاية العهد لإبنه سليمان، وامتدّت فترة حكمه إلى ما يقارب العشرين عاماً. 


أعماله
عمل المسلمون على تنقيط حروف المصحف الشريف؛ لتقوية عملية قراءته بعد فترة الفتوحات الإسلاميّة. 
أصدر الدينار الأمويّ؛ وهو أوّل عملة إسلاميّة موحّدة الوزن وأضاف اسمه عليها. 
أرسل الحرير والديباج المُصنّع في دمشق لتغطية   الكعبة المُشرفة. 
فتح شمال إفريقيا. 
منح المثقّفين والمفكّرين اهــتـمــامـاً خــاصـاً، ورعايةً كبيرةً. 
وسّع الخليفة الدولة الإسلامية بشكلٍ كبير، إلى أن وصلت إلى حدود سجستان (سيستان) من الجهة الشرقيّة. 
أسّس أول قـاعـدة بحريّة خاصّة بالدولة الإسلامية في تونس عرّب الدواوين والخراج. 
منح استقلاليّة كبيرة للإقتصاد والماليّة في الدولة. 
أسّس عدداً كبيراً من الجوامع والمعالم الحضاريّة في العديد من الدول العربيّة، خاصّة في دمشق والقدس، بما في ذلك قبّة الصخرة، خلق نوعاً من الوحدة بين كافّة أنحاء الدولة الإسلاميّة. 
فرض نظام أمنٍ متين في الدولة. 

والصفات الخُلقيّة اتصف عبد الملك بن مروان عدة صفاتٍ جعلته مناسباً للخلافة بعد وفاة والده، ومنها أنّه كان عابداً وناسكاً وفقيهاً في الدين، فكان دائمَ الجلوس في المسجد وتلاوة القرآن الكريم، واتصف بالزهد والتواضع، وقد قيل أنّه كان من فقهاء المدينة، فقد قال الشعبي: (ما جالست أحداً إلّا وجدتُ لي الفضل عليه إلّا عبد الملك بن مروان، فإنّي ما ذاكرته حديثاً إلّا زادني منه، ولا شعراً إلّا زادني فيه). 

وعندما استلم الحكم كان يتصف بأنّه مقدامٌ على سفك الدماء مع الحزم والفِطنة، لا يحاول أن يلقي بمهماته على الآخرين، وإنّما يقوم بكل شيءٍ بنفسه. 

أما الصفات الخَلقية فكان عبد الملك بن مروان يتصف بأنّه ربعة من الرجال، وأقرب ما يكون إلى القصير منهم، متوسط البدانة فلا يُعدُّ بديناً ولا نحيفاً، ويمتلك أسناناً مشبّكة بالذهب، وهو أبيض الرأس واللحية، وفمه مفتوحٌ، وبشرته بيضاء، يمتلك عينين كبيرتين، وأنفاً دقيقاً، وحاجبين مقرونين، وقد توفى الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان في الموافق الخامس عشر من شهر شوال، و ذلك في السنة السادسة والثمانين من الهجرة.


وفاته
توفي في مدينة دمشق عاصمة الخلافة الأموية عن عمر يناهز الستين عاماً، وقد قيل أنه عندما جاءته سكرات الموت طلب من الحاضرين أن يقوموا برَفعِه، وذلك حتى يستطيع أن يشتم الهواء لأخر مرة، حيث جاءت كلمته الشهيرة يا دنيا ما أطيبك إن طويلك لقصـير، وإن كـثيـرك لحقـير، و إنا كنـا بـك لفـي غـرور.  وبعـد أن بـدأ في الاحتـضار بكـى نجـله الولـيد بـن عبـد الملـك بكـاءاً شديـداً فوجـه لـه كلمـاته التـي طالبه فيها بأن يظل رجلاً ذا بأس وشجاعة في القتال، وأن يعمل دائماً على لم شمل إخوته، و أن يبقوا دائماً مناراً للمعروف و للخير.

bottom of page