top of page

جبريل عليه السلام

جبريل عليه السلام، هو من الملائكة المُقربيـن، وهـو مَلَـك سماوي خَلَقَهُ الله تعالى من نـور كغيـره مـن الملائكة، ونزل جبـريل بالوحـي على الأنبياء بأمر الله تعالى، فكان هو من أنزل القرآن الكريم على سيدنا محمد  ، حين تعبُّدِهِ في غار حراء، ورآه رسول الله  على حقيقته مرتين؛ مرةً عند نزول الوحي، ومرةً عند سدرة المنتهى في ليلة الإسراء والمعراج، وفي باقي مرات نزوله على رسول الله   كان يتمثل بهيئة بشر.

وجبريل أحد الملائكة، ويحمل صفاتٍ تميِّزه عن الإنس والجان، فقد جعل الله تعالى فيه من صفات الجمال ما شاء، ورفع عن الملائكة، وصف الأنوثة أو الذكورة، وجعلهم لا يجوعون ولا يتعبون ولا يتناسلون، وأوجب الله تعالى على المسلمين الإيمان به، وبجميع الملائكة وجعل ذلك رُكنًا من أركان الإيمان فقد قال تعالى: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِالله وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ}(سورة البقرة، 285). 

ووهب الله تعالى الملائكة صفات تتناسب مع وظائفهم التي سخَّرهم وخلقهُمْ من أجلها، فإنّهم عبادٌ لا يتوقفون عن عبادة الله تعالى وعن الذكر والتسبيح والإستغفار.


 لكن تميزت صفات جبريل عليه السلام عن باقي الملائكة، فقد خصَّهُ الله تعالى بحمل الوحي، والنزول على الأنبياء لتنزيل الشرائع والأحكام من السماء إلى الأرض، وأيضًا كلَّفَهُ الله تعالى تدمير الأمم الظالمة، حيثُ مَنحَهُ إمكاناتٍ هائلةٍ، وجعل له صفاتٍ عديدةٍ تم ذِكرُها في القرآن الكريم. 

من الصفات التي ذكرها القرآن الكريم لجبريل عليه السلام: 
أولاً: أنه معلّم الأنبياء عليهم السلام؛ فجبريل هو الذي علّم رسول الله محمد ، ودلّ على ذلك قوله تعالى: {مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى*وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى*إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى*عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى*ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى}(سورة النجم: الآية 2-6) .


ثانيًا: نَقْلُهُ علم الله -تعالى- إلى الأنبياء -عليهم السلام-، وتبيّن ذلك في قول الله تعالى: {وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ*نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ*عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ*بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ}(سورة الشعراء: الآية 192).

ثالثًا: وهب الله تعالى جبريل عليه السلام القوة العظيمة حتى يكون قادرًا على أداء مهامته التي أوكلها الله تعالى له، فقد وصف القرآن الكريم جبريل عليه السلام بالقوة؛ كما في قوله تعالى: {ذِي قُوّةٍ}.

التمكين: فإنّ الله -تعالى- قد مكّن لجبريل -عليه السلام- في السماء؛ وذلك بطاعة الملائكة له بأمر الله تعالى، وفي الأرض؛ بالبطش بالظالمين. مطاعٌ من قِبل مَن معه: وإنّ تلك الطاعة طاعةٌ حقيقيةٌ له، من قِبل الملائكة. 

الأمانة: ومن أمانته؛ ائتمان الله -تعالى- جبريل -عليه السلام- على الوحي، وأمورٍ أخرى غير الوحي، فإنّ جبريل -عليه السلام- أهلٌ لتلك الأمانة التي أعطاه إياه الله تعالى، في نقل كلامه كما أمر من غير تبديلٍ، ولا تغييرٍ، ولا زيادةٍ، ولا نقصانٍ. 

أعمال جبريل عليه السلام
من الأعمال التي قام بها جبريل -عليه السلام- ما يأتي:
تعليمه لرسول الله ، والصحابة -رضي الله عنهم- القراءة: فعندما نزل جبريل إلى رسول الله  وهو في الغار، كانت أول كلمةٍ قالها جبريل لرسول الله : اقرأ، فكانت تلك الكلمة أول أمرٍ أراده الله -تعالى- للبشرية جمعاء.
مواساته لرسول الله  في حزنه. 
طاعة ربّه تعالى، وتلبية ندائه.
جبريل -عليه السلام- يعدّ رسول الله تعالى، إلى نبيه ورسوله محمد ٌ. 
عروجه برفقة النبي  إلى السماوات السبع؛ فكان له مرشداً فيها. 
مشاركة جبريل -عليه السلام- لرسول الله ، والصحابة رضوان الله عليهم، في القتال. 

مكانة جبريل  عليه السلام  
جبـريل -عليـه السـلام- أحـد المـلائكة المقرّبين مـن الله تعالى، وجبريل مـوكلٌ بتـنزيـل الوحي إلى الأنبياء عليهم السلام، وهو أحد رؤساء الملائكة، فإنّ الله -تعالى- قال عنه مبيناً مكانته ووظيفته الأساسية: {قُلْ مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَىٰ قَلْبِكَ بِإِذْنِ الله مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ}.(سورة البقرة،97)
وإنّ الظاهر من نصوص القرآن الكريم، والسنة النبوية المطهرة، أنّ جبريل عليه السلام، أعظم الملائكة قدراً، وقد كان يُعرف قبل الإسلام بالناموس الأكبر، وهو سيد الملائكة، وروح القدس، وهو الروح الأمين الموكل بالوحي إلى الأنبياء والرسل -عليهم الصلاة والسلام-، وهو أول من يرفع رأسه إذا أمر الله -تعالى- أمراً من أهل السماء. 

أمّا بالنسبة لمكانة جبريل -عليه السلام- عند رسول الله  ؛ فإنّ لجبريل -عليه السلام- مكانةٌ ومنزلةٌ كريمةٌ، وأخوةٌ متينةٌ، فهو الصاحب للنبي  في الوحدة، والأنيس وقت الشدّة، وهو صاحب المقام الكريم، والأمر المطاع، وهو الذي اشتاق رسول الله  لرؤيته وزيارته. 
 

bottom of page